بعد
جدل مع مجموعة
من اكثر من عشرة من الكهنة الاتقياء
المقيمين في سوريا و الخارج، اخرها كان اليوم،
حيث منهم من طلب مني ان لا اتهجم
على الابناء "البسطاء بالروح " من كنيسة
انطاكيا الارثوذكسية، في فهم خاطئ لما اقول و افعل و اكتب، فنحن لا نحب التنظير، بل نعمل من اجل اهلنا الذين هم في روحنا ليلا و نهارا،
في صلواتنا و صيامنا،
في اعمالنا و خدماتنا، متخذين
من كلمات القديس
يوحنا الذهبي الفم و
القديسين اباء الكنيسة
الارثوذكسية منارة لنا في تفكيرنا
و اعمالنا
و
ربما من اهم ما قاله قديس الله، ذهبي الفم
"ما
بدأت عملي لذة في الكلام
أو تذوقا لحماس الجماهير، انما تكلمت
لاهدي الضالين سبيل الحق"
ايها
الاحبة اهلي، نحن نتعلم من كلمات القديسين
اللاهوت، بل ملئ اللاهوت، فلا يوجد لاهوتي
خارج الاباء، و ما انا سوى خادم في كنيسة الله الارثوذكسية،
الذي حمل نير الكهنوت من اجل ان يتعلم من قديسي الكنيسة
و ينقله الى ابناء الله
ايها
الاحبة، عندما نكتب او
نقول، انما ننقل، و لا نبتدع، و لا نضع افكارنا،
فما انا
سوى خادم نقل للكلمة،
و و من اراد ان ينقل، فلينقل
الحق، لا يزيد عنه و لا ينقص منه، و هذا ما جاء في اخر كلمات الكتاب المقدس
"ان كان احد يحذف من اقوال كتاب هذه النبوة
يحذف الله نصيبه من سفر الحياة و من المدينة المقدسة و من المكتوب في هذا الكتاب"
هذا
هو منحى القديسين
اباء الكنيسة الذين حفظوا الكلام
المقدس و نقلوه بامانة مطلقة،
و نحن ننقل عنهم شهادة الحق
ايها
الاحبة اهلي، عندما نكتب او نعمل، فيكون عملنا مطابق للشرع الكنسي
الارثوذكسي، اي البيذاليون،
و هو ليس مجرد قانون انما
هو اساس
وجود الكنيسة، و وجودكم
ابناء مؤمنين مخلصين
لكنيسة الله
ايها
الاحبة ان ما تمرون به الان في سوريا هو لا يختلف عن ما مر به قبلكم اهل كنيسة انطاكية
الاصليين، الذين ناضلوا
و دفعوا كل غال و ثمين من اجل الحفاظ
على كنيستهم ،
و
تداولت الاجيال تعاليم
قديس انطاكية واضع القداس الالهي
و الصلوات الليتورجية
اليومية التي من المفترض انتم تصلونها كل يوم و في القداس
الالهي
ان
قديس الله الذهبي
الفم، لم يقف مكتوف الايدي
امام ما كان يحصل في انطاكية و هو اسقفها،
فقد صبر ايام قليلة، الا ان الذل و القهر و الموت الذي يتعرض له ابنائه،
اخرجته عن صمته
و
هنا اسمحوا لي ان اقتبس التالي
" خرج
الاسقف يوحنا الذهبي
الفم إلى الناس بعظاته الإحدى والعشرين
حول التماثيل. آخرها كان يوم الفصح بعدما وصل فلافيانوس إلى المدينة وقد نجح في مهمته.
و كان
من اهم مهام
القديس هي تثبيت المؤمنين
في ارضهم و ايمانهم، ليس بالكلام بل بالعمل فهو من وقف في
وجه الديكتاتور و انقذ شعب الله
فيقول
قديس الله
"أن الخوف علامة الخطيئة وأنهم لو لم يطلقوا العنان لرذائلهم لما حلّت
بهم المصيبة. لو لم يتكالبوا على الغنى والترف ويتهالكوا على الشهوات ويستسلموا لكل
عادة أثيمة لما وصلوا إلى ما وصلوا إليه ولما استبد بهم الخوف من الإمبراطور"
فيقول
قديس الله:
"أوليس الإمبراطور إنساناً فلماذا نرتعد
منه؟!"
ايها
الاحبة يقول الله في الكتاب
المقدس
"طوبى للذين يصنعون وصاياه لكي يكون
سلطانهم على شجرة الحياة و يدخلوا من الابواب الى المدينة ، لان خارجا الكلاب و السحرة و الزناة و القتلة و
عبدة الاوثان و كل من يحب و يصنع كذبا"
ايها
الاحبة اهلي انكم ترتلون للقديس
طروباريته فهل تقرأون
الكلمات و ما خلفها
"لقد أشرقَتِ النعمةُ من فمك مثلَ النار،
فأنارت المسكونة، ووضعتَ للعالم كنوزَ عدم محبة الفضة، وأظهرتَ لنا سموَّ الاتضاع،
فيا أيها الأبُ المؤدِّب بأقوالهِ، يوحنا الذهبي الفم، تشفع إلى الكلمة المسيح الإله
أن يخلص نفوسنا".
و
ايضا في قنداق
القديس
"لقد تقبَّلتَ النعمةَ الإلهية من السماء،
وعلمتَنا بشفتَيْكَ أن نسجد جميعنا لإلهٍ واحد بثلاثة أقانيم، يا يوحنا الذهبي الفم،
البار الكلي الغبطة، لذلك نَمدحك بحسب الواجب، بما أنك لا تزال معلماً موضحاً الإلهيات".
ايها
الاحبة اهلي، هناك بينكم من "يكرمون الرب بشفاهم، أما قلوبهم فبعيد
عن الله"
هؤلاء
يدعون انهم انطاكيون،
الا انهم ينتمون
الى اهوائهم، و انتم عليكم اصلاح الوضع
هناك
من يعلم الخطيئة،
و هناك من يجمل الخطأ،
باسم كنيسة انطاكية،
ايها
الاحبة، ان تعاليم
الكنيسة هي من تقليدها المقدس،
اي تقليد اباء الكنيسة القديسين
و كلماتهم الناطقة
بالالهيات، و ما زاد عن ذلك هو من الشيطان،
الذي يستخدم البشر،
و ان كانوا اساقفة، فالاساقفة
حاربوا الحق في زمن قديس الله الذهبي
الفم، و اتبعوا
الشيطان الجاسم في شخص الحاكم،
لا تنجروا وراء الشر،
فكل شئ
واضح في تعاليم
الاباء، ان البيذاليون
حكم عليهم بالقطع
و الهرطقة، هم و من يتبعهم، بل طالب المؤمنين
بعدم الصمت.
ايها
الاحبة اهلي ان القدوس القدير
قد تقيئ هؤلاء الذين
يدعون بانهم رعاة حين قال
"لست حارًا ولا باردًا. بل أنت فاتر، أنا
مزمع أن أتقيأك من فمي"
ايها
الاحبة, لا يوجد
فتور لدى الله,
بل مواقف واضحة,
ان بينكم من
اختار اللعب بمفاهيم
الكنيسة و ايمانها
, و تعاليم
الكتاب المقدس
فلا
تصمتوا, كي لا
تكونوا مشاركين معهم
بالباطل
هم
اعداء الارثوذكسية و الكنيسة عموما،
و هم من قال فيهم القديس نيكتاريوس
العجائبي
"أيتها الأرثوذكسية، تعصف بكِ آلاف
الأرياح، وتحاربك آلاف القوات المظلمة وتثور، تريد اقتلاعك من العالم وتكافح لانتزاعك
من قلوب الناس. أرادوا أن يجعلوا منك أملاً مفقوداً، متحفاً وماضياً مأساوياً وتاريخاً مرّ عليه الزمن وانتهى".
و
قال لكم
"إلا
أن الله القدير، الثالوث القدوس المحسن الكليّ الوداعة والحكمة، هو الذي يسيطر على
هذه الفوضى، ويرميك في زاوية أبعد ما يمكن عن التوقع ويغطّيك كوردة تحت صخرة. إنه يحافظ
عليك في نفوس أبسط الناس، الذين ليس لهم أية سلطة أو معرفة دنيوية".
انتم
يا اهل كنيسة انطاكية، يامن بقيتم على الايمان، انتم اصحاب النفوس
البسيطة البعيدين عن المعرفة الدنيوية،
الارثوذكسية و الكنيسة
عموما تنتظركم، انضمزا الى اخوتكم و حافظوا على ما تبقى، كي تستمر كنيسة انطاكية
Editor: Rev.Spyridon Tanous
Orthodox Patristic Church- Sweden
Ἐκκλησία τῶν Γ.Ο.Χ
www.christ-prayer.org