ان اكبر كوارث البشر تأتي من تجبرهم،
و خروجهم عن ما هو طبيعي
بطبيعة الحال هذا ينطبق على ما يحصل في
العالم من اقتتال
و ثورات و ارهاب
فعندما يثور شعب على ظلم حاكم طغى بالبشر،
فهو الحق بعينه
الا ان الثورة تصبح كارثة عندما يتجبر ابناءها و يخرجون عن الطبيعة التي تنقلب على البشر
و تصبح عبئا على حياتهم و
مستقبلهم و حتى وجودهم
في الحالة السورية، بدأت ثورة شعب على طاغية ،
انطلقت من حالة طبيعية
انسانية مطلقة، و ربما تجسد
ذلك في اطفال درعا، بحيث
اجسادهم كانت المحرك للضمير الذي كان نائما على مدار سنين كثيرة
حيث اصبحت ثورة انطلقت و كانت
تتدحرج
ككرة الثلج، ثورة على جبروت من
خرج
عن الطبيعة، و جعل من نفسه الهة، كألهة بعل،
الان ان الذي حصل، و هو المفاجئة،
و بعد
شهور من الحراك
الثوري
ظهرت الظاهرة المكبوتة
لدى هذا الشعب
ظاهرة التجبر و الخروج عن ما هو طبيعي
اي كان هناك اله بعل واحد، يبطش و يتجبر،
و يفرض العبادة
له، فثار الشعب على هذا البعل
الا ان الزمن خلق بعول كثيرة
ادت
الى ان يقتل الاخ
اخاه
و تختلط الدماء بالمياه
كما حدث مع موسى
النبي عندما نزل من الجبل و بيديه لوحي الوصايا
الالهية ، وجد الشعب يعبد الثور، فحل غضب الطبيعة، التي
ترفض ان تعبد الا خالقها،
فقتل البشر بعضهم البعض
حيث ان الطبيعة
صارمة و لا يمكن ان تقاوم،
فهكذا
قال السيد المسيح
لشاول الطرسوسي: صعب عليك ان ترفس مناخس، حيث اصيب
بالعمى ، الى حين عودته الى الرضوخ
الى
قوانين الطبيعة
في الثورة السورية، بدأنا نسمع بوجود
مجموعة من الالهة، و
انبثاق تيارات تبحث عن الهة، و توجهات تسعى الى خلق الهة
حتى اصحاب الديانات، هناك من المسيحيين الذين خرجوا عن عقيدة مسيحتيهم،
و مسلمين خرجوا عن عقيدة اسلامهم، و اختلط الحابل
بالنابل
و اصبح الدم هو الثمن، تماما كما حصل مع
شعب موسى
و المشكل ان الكثيرين
لا يريدون قراءة ما حصل، بل
مستمرون في تجبرهم، و خروجهم عن ما هو طبيعي
و ان لم يقف هؤلاء عن سعيهم الى الهات
من بعول و تيوس اخرى،
فان انهار دم ستجري،
عودوا الى رشدكم و
كفاكم تجبرا، فالله هو واحد لا
يمكن محاربته او تغيره طبيعته او تحريكه بما ترغبون
فيه، و الهتكم هي شئم عليكم و على ابنائكم، و من كان له اذنان للسمع فليسمع
Editor: Rev.Spyridon Tanous
Orthodox Patristic Church- Sweden
Ἐκκλησία τῶν Γ.Ο.Χ
www.christ-prayer.org